13 - خطبة حول المولد النبوي وواجبنا نحوه
  فإحياء المولد النبوي يعني أن نظهر محمداً ÷ بين أوساطنا، في التطبيق لشريعته، والأخذ بسنته، والعمل بتعاليمه، والإقتداء به، لأنه منهجنا ودستورنا، فهو الحل الوحيد والمخرج مما وصلت إليه الأمة اليوم.
  يجب علينا تجاه النبي ÷ أن نعمل أموراً منها:
  أولها: أن نتعلم وأن نعرف شيئاً من حياة النبي ÷ وسيرته، فبدلاً من أن نضيع أوقاتنا الطائله ونحن جاهلون بشريعتنا ونبينا، الأجدر بنا أن نكون ملمين ومطلعين ولو على الجزء اليسير من حياة النبي ÷.
  ألسنا نقطع جزءاً ليس بالبسيط من أوقاتنا أمام التلفاز، أو على الهاتف لمتابعة شيء تافه، أليس يمر من أوقاتنا الساعات الكثيرة ونحن نتابع كذبة ونحن نعلم بأنها كذبة، أو لعبة ونحن عالمين بأنها لعبة؛ فضيعنا أوقاتنا، وأهدرنا أموالنا، وأنهكنا أجسادنا، ونحن نتابع هذه الأشياء التافهة والوهمية، فيصبح الفرد منا شاباً وهو لا يعرف إلا أسماء الممثلين واللاعبين والملاكمين، ولو سألنا ذلك الشخص وأعطينا جائزة كبيرة عن الأنبياء أو عن العظماء في الإسلام لما ردّ جواباً، بل لو سألناه عن اسم النبي ÷ ونسبه، واسم أمه وبعض ما يتعلق به لما عرف ذلك.
  بينما لو أعطينا بعض تلك الأوقات في الدراسة لسيرة المصطفى ÷، وفي المطالعة وفي التزود بالمعلومات عن نبينا العظيم ÷ ومعرفة ديننا لعرفنا الشيء الكثير، كفى إهمالاً لرسول الله ÷، كفى ابتعاداً عن دين الله.
  الثاني: أن نُعَلِّمَ أنفسنا وأولادنا وأهالينا محبة النبي ÷، كما يقول الله تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١]، وكما يقول النبي ÷ «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وذاتي أحب إليه من ذاته، وأهلي أحب إليه من أهله»، والمحبة هي الإتباع، ليست عبارة