روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث: الخطب المتعلقة بشهر ربيع الأول

صفحة 123 - الجزء 1

  عن عبارات أو شعارات جوفاء خالية عن الإتباع والإقتداء، فليس بمحب للنبي ÷ من يسمع المنادي وهو يقول أشهد أن محمداً رسول الله في اليوم والليلة خمس مرات وهو معرض عن الإجابة، وإن ادعى المحبة فهو كاذب.

  ألسنا نجلس في بعض مجالسنا فنتحدث عن شخصيات أو عن أحداث ونقطع أوقاتاً كبيرة، ولكن كم مرة تحدثنا عن رسول الله ÷، أو حَبَّبَنا رسول الله ÷ إلى أنفسنا وإلى أولادنا.

  اللوم في هذا التقصير يتوجه علينا جميعاً شباباً وكباراً في السن، لأننا من أمة محمد ÷ ومن أتباعه، ولكن نحاول أن نغضّ الطرف عن هذا الجانب، مع أننا قد نجلس في بعض الأحيان إلى أحد كبار السن أو الشباب المثقفين فنسمعه يتكلم بكل طلاقة عن أحداث الماضين وقصص الأولين؛ بل قد يكون بعضهم مطلعاً على أمور قد لا نعرفها، ولديه ملكة في حفظ الحسابات والمعالم الزراعية والعلوم العصرية من الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وغيرها، لكن إذا أوقفته قليلاً وسألته عن رسول الله ÷ تراه يطأطئ رأسه، ويحني رقبته، ليس في جعبته ولا كلمة عن رسول الله ÷ ولا عن مولده ولا بعثته ولا هجرته ولا حتى عن الشيء الهام من شريعته، وليس هذا إلا بسبب إهمالنا لرسول الله ÷ الرحمة المهداة، الذي بكى شوقاً لرؤيتنا، فياعيبتنا من الله ومن رسول الله ÷، كفى ابتعاداً وتخاذلاً، آن الأوان أن نراجع حساباتنا، وأن نستغفر فيما فرطنا، وأن نعوض ما فاتنا؛ فكل شيء موجود، ولله الحمد، العلماء والمعلمون في أوساطنا متواجدون وبكثرة.

  نسأل الله أن يجعلنا ممن سمع فانتفع، وممن وعظ فاتعظ، وممن تأسى واقتدى، وتشبه بالنبي المصطفى ÷، وأن يملئ قلوبنا حباً وشوقاً لرسول الله ÷، وأن يهدينا جميعاً صغاراً وكباراً.