14 - حول مولد النبي صلى الله عليه وآله
  لحيث وأعداء الإسلام يحرصون كل الحرص على إطفاء أنوارها، فتارة يقولون ببدعية الإحتفال بالمولد النبوي، وأخرى يحدثون ويفتعلون ما يعيق الناس عن التذكير بها بشتى الأساليب، وأنواع المعوقات.
  ولكن لرسول الله ÷ حق واجب مطوق بعنق كل مسلم، فلابد أن يستهون المسلم في سبيل أداء بعض ذلك الحق كل صعب، ويستلين كل قاس، فرسول الله ÷ لولاه ما اهتدينا، ولا عرفنا الله ولا صلينا، ولا صمنا ولا تصدقنا ولا زكينا، ولكن في عشوات الجهل عامهين، وفي غشاوات الظلم متخبطين، فبه استنقذنا الله من الضلالة، وأخرجنا من حيرة الجهالة.
  أيها المؤمنون: الكلام حول النبي الكريم ÷ يطول، واللسان يعجز عن التعبير ولا يدري ما يقول.
  ماذا أقول وما آتي وما أذرُ ... في مدح من ضُمِّنَتْ مدحاً له السُّورُ
  عن الثناءِ لمن جاءَ الثناءُ له ... في معجزاتِ المثاني يعجزُ البشرُ
  من كان مادحَه الدَّيانُ في سُوَرِ الْـ ... ـقرآنِ فالمدحُ إلا ذاكَ يُحتَقَرُ
  لكنْ شفاءُ نُفُوسٍ ذكرُ أفضلِ مَنْ ... سِيقَتْ له بعدَ ذِكرِ الخالقِ الذِّكَرُ
  أيها المؤمنون:
  اختار الله محمداً ÷ من أطيب أرومة، وأشرف خؤولة وعمومه، من أرفع بيت في العرب، وأشرف حسب وسبب ونسب، كما قال ÷: «إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم، واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار» وفي رواية «فأنا خيرة الخيرة، وصفوة الصفوة»، هم زرع إبراهيم الخليل، أسكنهم الله بيته المعظم، وولاهم الحرم المحرم.