16 - بعض صفات النبي صلى الله عليه وآله ومعجزاته
  مشى كأنما يتقلع من صخر، وينحدر في صبب، إذا التفت التفت جميعاً، لم يكن بالطويل، ولا العاجز اللئيم، كأنما عرقه اللؤلؤ، ريح عرقه أطيب من المسك، لم أر قبله ولا بعده مثله ÷).
  وعن الإمام الحسن بن علي # أيضاً، قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي؛ وكان وصّافاً عن حلية النبي ÷، فقال: كان فخماً مفخَّماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رَجِل الشعرة، إذا انفرقت عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنه إذا هو وفَّره، أزْهَر اللون، واسع الجَبِين، أَزَج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله، أشَم، كَث اللحية سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسْربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادناً، متماسكاً، سوي البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد مابين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول مابين متنته والسرة شعر يجري كالخيط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، سبط القضب، شَثِن الكفين والقدمين، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين رَحْب الراحة، سائل الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء. إذا زال قلعاً يخطو تكفياً، ويمشى الهُوَيْنَا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما يَنْحَطّ من صبب، و إذا التفت التفت جميعاً، خافض الأطراف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جُلّ نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبتدر من لقيه بالسلام.
  قلت: صف لي منطقه؟.
  قال: كان رسول الله متواصل الأحزان، دائم الفكر ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المَهِيْن، يعظم النعمة وإن دَقَّت، ولا يذم منها شيئاً، لا يذم ذواقاً ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا ومَا كان لها، فإذا