روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث: الخطب المتعلقة بشهر ربيع الأول

صفحة 145 - الجزء 1

  وجمع له الحذر في أربعة: أخذه، واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته، والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة.

  وروي عن علي # قال: كان رسول الله ÷: يأكل على الأرض، ويجلس جِلسَة العبد، ويخصفُ بيدِهِ نَعله، ويرقّع ثوبَه.

  ومن أخلاقه ومعاملاته العظيمة التي كان يتصف بها مع أصحابه وجلسائه آداب هامة، تعلمها من القرآن، فلقد كان خُلُقهُ القرآن، وأدبه بها ربه تعالى كما روي عنه أنه قال «أدبني ربي فأحسن تأديبي» فكان إذا فقَد الرجل من إخوانه ثلاثةً أيام سأل عنه فان كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زارَه وإن كان مريضاً عاده، وكان لا يأخذ بالقَرف - وهي التهمة - ولا يقبَل قول أحدٍ على أحدٍ.

  وكان إذا أتى باب قومٍ لم يستقبل الباب من تلقاءِ وجههِ ولكن من ركنِه الأيمن أو الأيسر ويقول السلام عليكم، السلام عليكم.

  وكان يجلس بين ظهرانيّ أصحابه فيجيءُ الغريبُ فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل، فبنى له أصحابه دكة من طين يجلس عليها ليعرفَه الغريبُ إذا أتاه.

  وكان يصافحه الرجلُ فما يتركُ رسولُ الله ÷ يدَه حتى يكونَ هو التاركُ، فلما فَطِنوا لذلك كان الرجلُ إذا صافحَهُ مالَ بيده فنزعَها من يده.

  وكان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم.

  فهذه قطرة من مطرة من صفاته وشمائله وأخلاقه وصفاته وهي مدونة في كتب السيرة، فمن أراد التأسي به والإقتداء فليكن النبي ÷ قدوته.

  نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أتباعه المتأدبين بآدابه، المتبعين لسنته، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ١٢٩}⁣[التوبة]، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.