روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

18 - حول فاطمة الزهراء &

صفحة 169 - الجزء 1

  وقال رسول اللّه ÷: «فاطِمَة لَيْسَتْ كَنِساءِ الآدَميّين».

  وقال رسول اللّه ÷: «يا فاطِمَة إِنّ اللّهَ يَغْضِبُ لِغَضَبَكِ ويرضى لرضاك»، وغيرها من الأحاديث والفضائل.

  وقد روت الزهراء & عن أبيها النبي محمد ÷ بعض الروايات، فمنها حديث التسبيح المشهور، والمعروف بتسبيح فاطمة، وهو أن فاطمة ذهبت إلى رسول الله تطلب منه خادماً يعينها لأن يدها كانت قد مجلت من الرحى والطحن، فعلمها أن تقول سبحان الله - ثلاثاً وثلاثين -، والحمد لله - ثلاثاً وثلاثين -، والله أكبر - أربعاً وثلاثين -.

  وقد عاشت الزهراء مع أبيها النبي وزوجها الوصي، حياة المؤمنات الصادقات الطاهرات الصابرات، فقد كانت حيتها حياة حافلة بالخيرات والبركات، وكانت قدوة وأسوة للنساء المؤمنات، تسهر على راحة أبيها، وترعى حرمة زوجها، وتربي أولادها، وتعلمهم حب الخير والفضيلة والأخلاق الكريمة، وتعطف على الضعفاء والمساكين، وتحسن العشرة والصحبة إلى غير ذلك من صفات الخير.

  ولما أراد الله تعالى أن يريح نبيه من الدنيا وآلامها وأتعابها، مرض رسول الله ÷ مرض الموت، فكانت الزهراء تمرض أباها وتلازمه، والحزن يعصر أحشاءها، والحرارات تقطع كبدها، والدموع تعتصر من عينيها، والأنات والحسرات تتابع من صدرها، فهي تود أنها تستطيع دفع الآلام عن أبيها بنفسها، أو أن تفدي أباها من الموت فتموت بدلاً عنه، فكان رسول الله يغمى عليه الحين بعد الحين فإذا أفاق فتح عينيه فيرى فاطمة تبكي ودموعها تجري على خديها، فيقول: لما ذا تبكين يا بنية، فتقول: مما أراه ينزل بك يا أبتاه، فيمسكها بيده، ويضمها إلى صدره، ويقبل رأسها، ويهون عليها أساها قائلاً: لا كرب على أبيك بعد اليوم، فتقول وهي تتابع بكائها: وكأنك تنعي إلي نفسك يا أبتاها، ولكن رسول الله ÷