19 - حول فضائل شهر رجب
  لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ٣٧}[التوبة]، فلما جاء الإسلام زاده تعظيماً وتشريفاً، وعاب الله تعالى على المشركين انتهاكهم لحرمة الأشهر الحرم.
  وقد وردت الروايات الكثيرة عن النبي ÷ في فضل شهر رجب، وأنه من أوقات العبادة، وأيامه من أيام طلب الفضل والزيادة:
  فعن عائشة، قالت: قال رسول الله ÷: «رجب شهر عظيم، تضاعف فيه الحسنات، ما لا تضاعف في غيره».
  وعن أنس عن النبيّ ÷ أنّه كان إذا دخل رجب قال: اللهمّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان.
  وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه ÷: «ألا إنّ رجب شهر اللّه الأصمّ، وإنّما سمّي الأصمّ لانفراده من الأشهر الحرم، وشعبان شهري، ورمضان شهر اُمّتي، ألا من صام في رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان اللّه الأكبر».
  وعن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه ÷ «رجب من أشهر الحرم، وأيّامه مكتوبة على أبواب السماء السادسة، فإذا صام الرجل منه يوماً وجوّد صومه بتقوى اللّه نطق الباب ونطق اليوم فقالا: يا ربّ اغفر له، وإن لم يتمّ صومه بتقوى اللّه ولم يستغفر قالا: خُدِعتَ من نفسك».
  وعن عائشة قالت: قال رسول اللّه ÷: «إنّ رجب شهر اللّه ويدعا الأصمّ، وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطّلون أسلحتهم يضعونها، فكان النّاس يأمنون وتأمن السّبل، ولا يخاف بعضهم من بعض حتّى ينقضي».
  أيها المؤمنون: شهر رجب بستان من بساتين العبادة، وشجرة تحمل أنواع الثمار اليانعة، فيقتطف الصالحون والأولياء أنواع ثلك الثمار، ويتنقلون تحت ظلال أشجار ذلك البستان، وقد وردت في رجب أنواع من العبادات، نذكر بعضها: