روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الخامس: الخطب المتعلقة بشهر رجب

صفحة 177 - الجزء 1

  الأول: مندوبية الصيام فيه، فقد وردت أحاديث كثيرة في الترغيب في صيامه كله لمن استطاع ذلك، أو صيام بعضه:

  منها: ما روي عن جابر ¥ قال: قال رسول اللّه ÷ «من صام يوماً من رجب وقام ليلة من لياليه، بعثه اللّه آمناً يوم القيامة، ومرّ على الصراط وهو يهلّل ويكبّر، ومن صام أكثر من ذلك وقام، أمَرَ اللّه تبارك وتعالى المنادي يوم القيامة فينادي: ألا إنّ فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها، ومن صام أكثر الشهر أعطاه اللّه تبارك وتعالى في الجنان مُدُناً وقصوراً لا يقدر وصفه الواصفون».

  وعن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه - وكانت له صحبة - قال: قال رسول اللّه ÷: «رجب شهر عظيم يضاعف فيه الحسنات، فمن صام يوماً من رجب فكأنّما صام سنةً، ومن صام منه سبعة أيّام غلّقت عنه سبعة أبواب جهنّم، ومن صام منه ثمانية أيّام فتحت له ثمانية أبواب من الجنة، ومن صام منه عشرة أيّام لم يسأل اللّه شيئاً إلاّ أعطاه إيّاه، ومن صام منه خمسة عشر يوماً نادى منادٍ من السماء: قد غُفر لك ما مضى فاستأنف العمل، ومن زاد زاده اللّه، وفي رجب حمل اللّه - تعالى ذكره - نوحاً في السفينة، فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا، فجرت بهم السفينة ستة أشهر، آخر ذلك يوم عاشوراء هبط على الجودي، فصام نوح ومن معه والوحش: شكراً للّه تعالى ذكره.

  وعن أنس بن مالك قال: سمعت النبي ÷ يقول «من صام يوماً من رجب إيماناً واحتساباً جعل الله تبارك وتعالى بينه وبين النار سبعين خندقاً عرض كل خندق ما بين السماء إلى الأرض».

  وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ÷ «إن في الجنة نهراً يقال له رجب أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، من صام يوماً من