روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

20 - خطبة أخرى حول فضائل شهر رجب

صفحة 184 - الجزء 1

  ويزيدون عليها ضعفاً، كما قال تعالى {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ٣٧}⁣[التوبة]، فلما جاء الإسلام زاد هذه الأشهر تعظيماً وتشريفاً، وعاب اللهُ تعالى على المشركين انتهاكهم لحرمة الأشهر الحرم.

  أيها المؤمنون: شهر رجب هو شهر الخير والبركة، وهو العلامة على شهر رمضان، فقد كان النبي ÷ يستبشر بقدومه لفضله، ولأنه يبشر بقرب قدوم رمضان، كما روي عن أنس بن مالك عن النبيّ ÷ أنّه كان إذا دخل رجب قال: «اللهمّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان».

  وقد وردت روايات كثيرة عن النبي ÷ تبين فضل شهر رجب، وأنه من أوقات العبادة، وأن أيامَه من أيام طلبِ الفضل والزيادة:

  فعن عائشة، قالت: قال رسول الله ÷: «رجب شهر عظيم، تضاعف فيه الحسنات، ما لا تضاعف في غيره».

  وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه ÷: «ألا إنّ رجب شهر اللّه الأصمّ، وإنّما سمّي الأصمّ لانفراده من الأشهر الحرم، وشعبان شهري، ورمضان شهر اُمّتي، ألا من صام في رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان اللّه الأكبر».

  وعن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه ÷ «رجب من أشهر الحرم، وأيّامُه مكتوبةٌ على أبواب السماء السادسة، فإذا صام الرجل منه يوماً وَجَوَّدَ صَومَه بتقوى اللّه، نَطقَ البابُ ونطقَ اليوم فقالا: يا ربّ اغفر له، وإن لم يتمّ صومه بتقوى اللّه ولم يستغفر قالا: خُدِعتَ من نفسك».