الخامس: الخطب المتعلقة بشهر رجب
  وعن عائشة قالت: قال رسول اللّه ÷: «إنّ رجب شهر اللّه ويدعا الأصمّ، وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطّلون أسلحتهم يضعونها، فكان النّاس يأمنون وتأمن السّبل، ولا يخاف بعضُهم من بعض حتّى ينقضي».
  أيها المؤمنون: فقد يسر الله تعالى لعباده سبل الهدى، وسهل لهم طرق الأجر والثواب، فما على المسلم إلا أن يسلك واضحاتِ المسالك، لينجو يوم الفزع الأكبر من الردى والمهالك، وينظمَه الله في سلك أوليائه الأبرار المستوجبين بفضل اللهِ رحمتَه، ومن تلك السبل شهر رجب، الذي فضّلَه الله بما جعل فيه من الخير لمن حرص عليه، فهو بستان من بساتين العبادة، وشجرة تحمل أنواع الثمار اليانعة، يقتطف الصالحون والأولياء منها أنواع الثمار، ويتنقلون تحت ظلال أشجار ذلك البستان، فالعبادات فيه تتنوع، والطاعات فيه تتعدد، وكلُّ طاعة وعبادة فيه أجرُها مضاعف، وثوابها مبارك، وقد وردت في رجب أنواع من العبادات، نذكر بعضها:
  الأول: مندوبية الصيام فيه: فقد حرص أعداءُ أهل البيت $ من النواصب أن يهونوا ويوهنوا ما روي في فضلِ شهر رجب من العبادات والطاعات، مع أنها قد وردت روايات وأحاديث كثيرة صحيحة في الترغيب في صيامه كلِّه لمن استطاع ذلك، أو صيامِ بعضه:
  وقد كان النبي ÷ يهتم بصيام شهر رجب فعن ابن عبّاس رضى الله عنه أنه قال: كان رسول اللّه ÷ يصوم حتّى نقول: لا يفطر، ويفطر حتّى نقول: لا يصوم.
  ومن الروايات الدالة على فضل صيامه: ما روي عن جابر ¥ قال: قال رسول اللّه ÷ «من صام يوماً من رجب وقام ليلة من لياليه، بعثه اللّه آمناً يوم القيامة، ومرّ على الصراط وهو يهلّل ويكبّر، ومن صام أكثر من ذلك وقام، أمَرَ اللّه تبارك وتعالى المنادي يوم القيامة فينادي: ألا إنّ فلان بن فلان