20 - خطبة أخرى حول فضائل شهر رجب
  قال: «يتصدق هذه الصدقة كل يوم رغيف على المساكين، والذي نفسي بيده إنَّه إذا تصدق بهذه الصدقة كل يوم ينال ما وصفت وأكثر، إنَّه لو اجتمع جميع الخلائق كلهم من أهل السماوات والأرض على أن يقدروا قدر ثوابه ما بلغوا ما نصب في الجنان من الفضائل والدرجات.
  قيل يا رسول الله: ومن لم يقدر على هذه الصدقة يصنع ما ذا لينال ما وصفته؟
  قال: يسبح الله في كل يوم في شهر رجب إلى تمام ثلاثين يوماً هذا التسبيح مائة مرة:
  «سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التسبيح الإله، سبحان الأعز الأكرم، سبحان من لبس العز وهو له أهل»، وهذا هو تسبيح رجب المشهور.
  ومما يستحب من الصيام فيه: صيامُ يوم السابع والعشرين
  فقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «من صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله صيام ستين شهراً»، وهو يوم هبط جبريل # على محمدٍ ÷ بالرسالة، أول يوم هبط إليه.
  أيها المؤمنون: قد اعتاد الصالحون والعباد زيادةَ العناية بالعبادة في شهر رجب، فكانوا يصومونه ويصومون معه شهر شعبان، ونأخذ بعض عبادة الصالحين فيه، فلقد كان عابد اليمن إبراهيم بن أحمد الكينعي رحمة الله عليه يوظف لنفسه أوراداً وعبادات في شهر رجب وشعبان، قال السيدُ العلامةُ يحيى بنُ المهدي بنِ القاسم الحسيني في كتاب صلة الإخوان في حلية عابد الزمان حاكياً عبادة الكينعي:
  وأمَّا شهر الله المحرَّم، ورجب، وشعبان، وشهر رمضان الكريم فيلزم الخلوة في هذه الأربعة الحرم، ويوظف فيها وظائف:
  منها: لا يتكلم فيها أبداً فيما عرفتُ وعلمتُ، فإن كُتِبَ إليه في حاجة مهمَّة دينية جوَّب في ظهر ورقة، أوفي عصا أو في لوح لفظات يسيرة جواباً.