روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الخامس: الخطب المتعلقة بشهر رجب

صفحة 190 - الجزء 1

  ومنها: لا يدخل إليه من بني آدم أحد والذي يأتيه بالوضوء والطعام يتركه على باب منزل خلوته المباركة، أو يهيء في مكان للتجمير والتدفية، فينزل له في أي وقت أحب.

  ومنها: أنه لا يفرط في ساعات الليل والنهار، بل اللحظة فيما أحسب، ويقطع علائق الكتب لا تقف عنده في هذه الخلوات، فيقرأ في كل شهر ستين ختمة، يقرأ في كل يوم ختمتين، وفي شهر رمضان - عمت بركته - تسعين ختمة، في النهار ختمتين، وفي الليل ختمة قياماً وتلاوة، ويضاعف الصلوات والأذكار التي في سائر السنة، فإذا خرج من هذه العكفة المباركة شاهدت نوراً يلمع على وجهه، ولو كشط لحمه لما ملأ الكفين، والله أعلم، ويكاد يُدْرَكُ بياضُ العظم من رقة جلده.

  إلى قوله: رَوَى لي بعض إخوان سيدي إبراهيم الكينعي ® أنه شاهد إبراهيم صلى الشعبانية مائة ركعة بين العشاءين، وكانت الصلاة والتلاوة عليه سهلة يسيرة، وكان ذلك دأبه يصليها بين العشاءين في كل ليلة من الثلاثة الأشهر [شهر رجب، وشعبان، ورمضان]، حكى لي هذا أخوه حسن بن موسى.

  قلت له يوماً: أنَّى يتهيأ لك هذا الختم؟ وقد قال ÷ «من قرأه دون ثلاثة أيام لم يفقه» فجوَّب عليَّ بجوابين:

  أحدهما: أن الله سهَّل عليَّ ذلك، وأجد خفة في لساني في الصلاة والتلاوة ولا أجدها في سائر الكلام.

  والثاني: أني لو أتدبر كتاب ربي لما استطعت أن أمر بآية وعيد.

  فعلينا أن نغتنم هذه الفرصة، بما نقدر عليه من أعمال الخير، وأن نقدم التوبة والرجوع والإنابة إلى الله تعالى.