22 - مولد أمير المؤمنين (ع) ودعاء الإستفتاح
  الفضل واضحة، فلقد كان وهو في بطن أمه إذا أرادت السجود للأصنام، والإنحناء للأوثان يعترض في بطنها، ويرتكز في رحمها، ليمنعها من السجود لغير الله، أو الإنحناء لغير الله تعالى، إئذاناً من الله تعالى وإعلاماً، بأن هذا الحمل الطاهر، لا ينبغي أن يطأطأ رأسَه لغير الله، ولا أن ينحني صلبه خضوعاً إلا لله، فلم تكن والدتُه فاطمةُ بنتُ أسد الهاشمية تستطيع أن تسجد للأصنام منذ أن حملت به، وكان حملاً مباركاً، لم تتعب أمه في حمله كتعبها فيمن قد حملت به قَبْلَه.
  ولما أن أراد الله تعالى خروج ذلك الحمل المبارك إلى الدنيا، كانت أمه تطوف بالبيت، فضربها الطَّلْقُ، وجاءها المخاض، فلم تتمكن من الخروج من المسجد لشدة الألم، وصارت في حيرة وريبة من أمرها، فهي لا تريد أن يشعر بها أحد، ولا أن يعلم بها أحد ممن كان يطوف بالبيت، حِشمةً وحياءً، فأخذت تدعو الله تعالى أن ييسر عليها ولادتها بحق البيت، ومن بناه، فلمَّا زادت كُربتُها، واشتدت مِحنَتُها، أرادت الدخولَ تحت أستار الكعبة لتستتر بها حال وضعها، فاستجاب اللهُ دعاءها، وهيأ لها دخول الكعبة.
  وروي أن العباس بن عبد المطلب ذهب لإحضار النسوة ليساعدن فاطمة بنت أسد على وضعها، فأردوا فتح باب الكعبة فلم يتهيأ لهم ذلك، فهناك أمر عظيم يحصل داخل الكعبة، فقد يسر الله تعالى أمرها، فوضعت حملها في جوف الكعبة، إكراماً من الله لأمير المؤمنين علي السلام، أن لا يسقط إلا في أشرف البقاع وأطهرها، وأكرمها وأفضلها، تطهيراً من الله تعالى له، وإكراماً لوجهه، فكان # المولودَ الأول والأخير في جوف الكعبة ~، فلم يولد أحد قبله ولا بعده فيها.
  وقد روي عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر الصادق، عن محمّد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين $ قال: كنت جالساً مع أبي - ونحن زائرون قبر جدّنا وهناك نسوان كثيرة - إذ أقبلت امرأة منهنّ فقلت لها: