الخامس: الخطب المتعلقة بشهر رجب
  من أنتِ يرحمك الله؟ قالت: أنا زيدة بنت قريبة بنت العجلان من بني ساعدة، فقلت لها: فهل عندك شيء تحدّثينا؟ فقالت: إي والله، حدثتني أمّي أم عمارة بنت عبادة ابن نضلة بن مالك بن العجلان الساعدي، أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب، إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً، فقلت له: ما شأنك يا أبا طالب؟ قال: إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض، ثمّ وضع يديه على وجهه، فبينا هو كذلك إذ أقبل محمّد ÷ فقال له: ما شأنك يا عمّ؟ فقال: إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض، فأخذ بيده وجاء وهي معه، فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة ثم قال: إجلسي على اسم الله، قال: فطلقت طلقة، فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً منظفاً لم أر كحسن وجهه، فسمّاه أبو طالب عليّاً، وحمله النبي حتى أدّاه إلى منزلها. قال علي بن الحسين: فو الله ما سمعت بشيء قط إلا وهذا أحسن منه.
  جعل الله بيته لعلي ... مولداً ياله علاً لا يضاها
  لم يشاركه في الولادة فيه ... أحد سابقاً ولا أخراها
  علمَ الله شوقه لعلي ... علمَه بالذي به من هواها
  إذ تمنت لقاءه وتمنى ... فأره حبيبه وأراها
  وروي أن أمه فاطمة بنت أسد ^ أرادت أن تسميه أسداً باسم أبيها، كما قال علي #: أنا الذي سمتني أمي حيدرة - وحيدرة من أسماء الأسد.
  ولكنها سمعت نداء في جوف الكعبة يقول لها سميه علياً، فسمته بذلك، ووافق على تلك التسمية والدُه أبو طالب.
  فأمير المؤمنين #، ولد طاهراً من نسل طاهر، وضع في أشرف البقاع وأفضلها فهذا في نهاية الفضل، ولا شركة لأحد فيهز
  فالحرم أشرف البقاع على وجه الأرض، والمسجد الحرام أشرف بقاع الحرم، والكعبة المشرفة أشرف بقاع المسجد الحرام، فهي أول بيت وضع للناس، طهره الله