روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الخامس: الخطب المتعلقة بشهر رجب

صفحة 210 - الجزء 1

  ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ٨ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ٩ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ١٠ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ١١ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ١٢ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ١٦ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ١٧ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ١٨}⁣[النجم]، وهذا الإعراج العلوي، يبين الإتصال الوثيق والإتفاق الأكيد في الإيمان والتوحيد والإخلاص للواحد المجيد فيما بين أهل السماء وأهل الأرض، وأن دين الله واحد فيهما، وأن الأنبياء والمرسلين يتلقون أوامرهم وتكاليفهم، من حيث يتلقى الملائكة أوامرهم وتكاليفهم، ولا نريد التعرض لتفصيل حادثة الإسراء والمعراج وكيفية، وقوعها، فالكلام يطول بنا لو أردنا ذلك، ولكن نريد أن نأخذ العبر والأيات، ونستفيد الدروس الدينية والعقائدية والتشريعية في حياتنا.

  فقد كان في حادثتي الإسراء والمعراج تشريعات إسلامية، تؤذن بأن لتلك التشريعات مزيد عناية إلاهية، حيث كان تشريعها سماوياً علوياً، كي يهتم المسلمون بها، ويحرصون عليها، وتلك التشريعات منها ما هو ترسيخ لمبادئ وقواعد الإسلام، ومنها ما هو من تكاليف الأحكام، ومنها ما هو داع ومرغب في صالح الأعمال، ومنها ما هو زاجر وواعظ عن قبيح الأفعال.

  فمن القسم الأول: الذي هو من مبادئ وأسس العقيدة الإسلامية، إعلام الله لنبيه ÷ بإمامة وخلافة ووصاية أخيه علي بن أبي طالب #، وأن ذلك من كمال الدين، وأصول عقائد المسلمين، وقد رويت في ذلك الروايات الكثيرة على ذلك:

  فمنها: ما رواه الإمام الأعظم زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «قال لي ربي ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك يا محمد؟ قال: قلت أنت أعلم يا رب. قال: يا محمد إني انتجبتك برسالتي، واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيي، وخيرتي من خلقي، ثم الصديق