روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الخامس: الخطب المتعلقة بشهر رجب

صفحة 215 - الجزء 1

  الصلاةُ. فأمَّ رسولُ اللّه ÷ مَنْ كان عنده من الرُّسُل والملائكة، وكان المَلَكُ يؤذن مثنى مثنى، وآخر أذانه وإقامته: لاإله إلااللّه. وهو الذي ذكر اللّه في كتابه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤}⁣[الشرح]، قال محمد بن الحنفية: فتمَّ له يومئذ شرفه على الخلق، ثُمَّ نزل؛ فأمر أَنْ يؤذَّن بذلك الأذان.

  وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: أولُ من أذَّنَ في السَّمّاءِ جبريلُ # حين أسريَ بالنبيِّ ÷ قال، فقال: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، فقالت الملائكةُ: اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِه، فقال: أَشْهَدُ ألاّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ ألاّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فقالتِ الملائكةُ: ونحن نَشْهَدُ ألاّإله إلا اللَّه، فقال: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ. فقالت الملائكة: عبد بُعِثَ، فقال جبريل: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ. فقالت الملائكة: أُمِرَ القومُ بالصلاة، فقال: حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، فقالت الملائكة: أفلح القوم، فقال: حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ. فقالت الملائكة: أُمِرَ القومُ بخير العمل، وأقام الصلاة، فقال النبي ÷: يا جبريلُ، تقدَّم صلِّ بنا، فقال جبريلُ: يامحمدُ، إنَّ اللّه ø أمرنا أَنْ نسجُدَ لأبيك آدم، فلَسْنا نتقدم ولَدَهَ، فتقدم رسولُ اللّه ÷ فصلى بالملائكةِ.

  ومن القسم الثالث: الذي هو الحث على الطاعات وصالح الأعمال:

  ما روي عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «لما أسري بي إلى السماء قيل لي فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري فعلمني، قال: في إسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة».

  وأخرج أحمد نحوه من حديث ابن عباس ولفظه: «يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، يختصمون في الدرجات والكفارات، قال: وما الكفارات؟ قلت: