الخامس: الخطب المتعلقة بشهر رجب
  المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه».
  ومن القسم الرابع: وهو الزجر عن المعاصي وقبائح الأفعال، وبيان عقوبات أهلها، فهي كثيرة جداً، ونورد منها بعضاً يدل على ما سواه:
  عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ÷: «لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم».
  وعن أنس قال: قال رسول الله ÷ «رأيت ليلة أسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقارض من نار كلما قرضت رجعت، فقلت لجبريل: من هؤلاء، قال هؤلاء خطباء من أمتك كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون».
  وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله ÷ «لما عرج به إلى السماء نظر في سماء الدنيا فإذا رجال بطونهم كأمثال البيوت العظام قد مالت بطونهم وهم منضدون على سائلة آل فرعون يوقفون على النار كل غداة وعشي يقولون ربنا لا تقم الساعة أبداً قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أكلة الربا من أمتك لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس».
  وعن أبي سعيد قال حدثنا رسول الله ÷ عن ليلة أسري به قال: «نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل، وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم، ثم يجعل في أفواههم صخراً من نار، فيقذف في فيِّ أحدهم حتى يخرج من أسافلهم، ولهم خوار وصراخ، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟، قال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً». وغير ذلك من الروايات، التي فيها المواعظ البالغات، وفقني الله وإياكم لمرضاته، وأعاننا على طاعته، وعصمنا من معصيته.