روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السادس: الخطب المتعلقة بشهر شعبان

صفحة 221 - الجزء 1

  الإنسانُ في الإكرام وفي واجب الضيافة دلّ ذلك على لؤم الطبيعة وسوء المعاملة، فلينظر الواحدُ منا ما هو الذي يليق به أن يقدِّمه لاستقبال ضيف كريم سينزل به، ضيف ينزل علينا ليُربحنا لا ليخسرنا، لينفعنا لا ليضرنا، ليؤنسنا لا ليسوءنا.

  وسنذكر بعض الأمور الهامة التي ينبغي لنا أن نحرص عليها في هذه الأيام القليلة، حتى يقدم رمضان ونحن على أتم الأهبة والإستعداد:

  الأول: يجب علينا أن نقدم التوبة النصوح، والرجوع الصحيح إلى الله تعالى، من جميع الذنوب والخطايا، وأن نتخلص من جميع الحقوق التي تكون بين العبد وربه، وبين العبد وأبناء جنسه، سواء كانت نذوراً أو كفارات أو ديوناً، وأن يتخلص من ذلك على حسب الإمكان والقدرة، وإذا لم يكن قادراً في الحال فعليه أن يعزم بعزم صادق، ونية صحيحة على التخلص منها عند التمكن.

  الثاني: أن ينظر المكلف سواء كان ذكراً أو أنثى إلى ما عليه من صيام من رمضان الأول، فيبادر بقضائه وصيامه، قبل تعذر ذلك عليه، أو هجوم رمضان وهو لم يصم، وعلى الرجل أن ينبه زوجته أو ابنته أو أخته أو من يهمه أمرُهم على ذلك، وإلا توجه إلى سؤال أهل العلم مع عدم التمكن من ذلك.

  ولا يقول الإنسان: لا زال الوقتُ متسعاً، فسأقضي قبل رمضان بأيام، فأنت لا تدري ماذا سيصير لك؟ وهل ستصح أو تمرض؟ بل إن شهر شعبان يمر مروراً سريعاً فلا ينتبه الإنسان إلا وقد انقضت أيامه، وتصرمت أوقاته، فإذا به يندم ويتحسر على تقصيره وتلاعبه وإهماله، ومع ذلك لا يسلم من الإثم والذنوب.

  الثالث: ينبغي في هذه الأيام أن نحضر إلى مجالس العلم لتعلم أحكام الصيام، وكيف يكون الصيام المقبول؟، وما هي مفطرات الصوم؟، ومتى يمسك؟ ومتى يفطر؟ إلى غير ذلك من الأحكام الهامة، التي يلزم المكلف أن يعرفها، حتى لا يكون ممن قال فيه النبي ÷ «رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع