روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

25 - في فضل ليلة النصف من شعبان والعبادة فيها

صفحة 227 - الجزء 1

  وصبيحتُها، وليلةُ النصف من شعبان وصبيحتُها، وليلةُ القدر وصبيحتُها، وليلةُ عرفة وصبيحتُها)، فهذا الحديث يدل على أن فضل يوم الخامس عشر كفضل ليلته، ولهذا ينبغي إحياء ليلها بالعبادة، ونهارها بالصيام.

  وعن النبي ÷ أنه قال: «أتاني جبريل فقال: هذه الليلةُ ليلةُ النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غَنَمِ كَلْبٍ - أي بني كلب - لا ينظر الله فيها إلى مشرك، ولا إلى مشاحن، ولا إلى قاطع رحم، ولا إلى مسبلٍ - أي متكبر -، ولا إلى عاق والديه، ولا إلى مدمن خمر».

  وعنه ÷ «إذا كان ليلة النصف من شعبان، نادى منادٍ: هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئاً إلا أعطي، إلا زانية بفرجها، أو مشرك».

  وروي عن النبي ÷ «مَن أحيا ليلةَ العيدين وليلةَ النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»، وموت القلب عبارة عن غفلته، وكناية عن قسوته وحيرته في اتباع الحق واجتناب الباطل.

  أيها المؤمنون: من أراد إحياء هذه الليلة على الشكل المطلوب، والعمل المحبوب، وأن ينال الأجر والثواب المأثور، فعليه أن يبدأ بإزالة ما يكون سبباً في عدم القبول، لأن الروايات الواردة في فضل هذه الليلة قد تضمنت أموراً تمنع من الإجابة والقبول، فلا بد من الحرص على القيام ببعض الأعمال المحبوبة، والبعد عن الأعمال المكروهة:

  الأول: الإخلاص لله تعالى:

  فهو عمود الأعمال وأساسها، وأصلها ورأسها، وهو مطلوب من العبد في كل فعل وعمل يقوم به، ليس في هذه الليلة فحسب، وإنما نص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على المشرك، وهو المرآئي والمنافق، لأن فيها أعمالاً كثيرة من صلاة