روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السادس: الخطب المتعلقة بشهر شعبان

صفحة 228 - الجزء 1

  وتلاوة وذكر ودعاء وغيرها، فإذا لم يكن المقصود بها وجه الله كانت هباء منثوراً، فلا تنظر إلى أن تمدح أو يسمع بك الناس، أو يشاهدوك، أو نحو ذلك.

  الثاني: التوبة النصوح من جميع المعاصي:

  فلابد لمن يطلب فضل هذه الليلة أن يكون خالياً من الذنوب والمعاصي، لأن هذه الليلة ليلة من ليالي المغفرة والرحمة، ومغفرة الله ورحمته لا ينالها العصاة المصرون على معاصيهم، فلا يليق بمن أراد ذلك أن يكون ملطخاً بالذنوب والمعاصي، لذلك يجب عليه تقديم التوبة النصوح، والرجوع الصحيح إلى الله تعالى قبل دخول هذه الليلة المباركة.

  الثالث: بر الوالدين:

  بر الوالدين من أعظم القرب المقربة إلى الله تعالى، وهو أعظم من الليلة كلها، فبر الوالدين باب من أبواب الجنة، ومن كان عاقاً لوالديه فلا يرجو رحمة الله ولو قام الليل وصام النهار، فهيهات أن ينظر الله لقلب لم ينظر إلى والديه بعطف وحنان، ورأفة وإحسان، لذلك عليك أن تحرص على رضاهما، وطلب دعائهما، واحرص على وصلهما وبرهما هذا إن كانا حيين، وإن كانا ميتين أو أحدهما فحاول زيارتهما والدعاء للميت منهما وإهداء ما تيسر إلى روحه من التلاوة والإستغفار ونحو ذلك.

  الرابع: صلة الأرحام:

  حاول أن تراجع نفسك في أرحامك وأقاربك، وأن لا تدخل عليك هذه الليلة إلا وقد وصلت أرحامك بقدر استطاعتك ولو بالسلام أو الزيارة، فعداوتك لأرحامك من أجل الدنيا وشؤونها توثر على أعمالك التي تتقرب بها إلى ربك، وأما إذا كانت عداوتك لهم لأجل الدين أو لأجل تقصيرهم في حقوق الله تعالى فلا تبخل عليهم بدعوة في هذه الليلة أن يهدي الله ضالهم، ويرشد عاصيهم، وإذا كان هناك ما يحول بينك وبين الصلة والمواساة بسبب أو بآخر فحاول أن تسامح وأن تعفو عنهم واجعل ذلك قربة إلى الله تعالى في أن يعفو عنك ويسامحك.