السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان
  وصار في عداد المتقين فقد بلغ درجة عظمى عند الله تعالى، لأن المتقين هم أهل الفضائل، الذين تلين لهم الصعاب، ويضاعف لهم الثواب، وينجون في يوم القيامة من العقاب.
  الثاني: أنه يجعل العبد خائفاً من الله تعالى، بما يكون فيه من الجوع والعطش اللذين يذكران العبد جوع يوم القيامة وعطشه، مما يجعل العبد كثير الطاعات، فاعلاً للخيرات، حتى يكون يوم القيامة من الآمنين.
  الثالث: الصيام من أعظم الوسائل والطرق التي تقوي العلاقات الإجتماعية الإسلامية، فبجوع الصوم وعطشه يتذكر الإنسان جوع المساكين والفقراء، والأرامل والأيتام، فيبادر إلى بذل الصدقات والصلات لهم، لسد جوعتهم، ودفع بعض الحاجة عنهم، وذلك يكون دليلاً على العلاقات الإسلامية المتينة التي يشعر بها المسلمون تجاه بعضهم الآخر.
  الرابع: أن مع الصوم تكون النفوس أكثر رقة وعطفاً وحناناً، فهو سبب في اكتساب مكارم الأخلاق، والصفات الحميدة، لأن مع قلة الأكل تضعف الشراسة والشدة في الإنسان، فيدفعه ذلك إلى طيب الكلام، ولين الجناب، وخفض الجناح، والسكينة والوقار، والإشتغال بنفسه عن الآخرين، فيكون قد اكتسب بالصيام كثيراً من الأخلاق.
  وقد كان النبي ÷ وأصحابه رضوان الله عليهم، يهتمون بهذا الشهر العظيم اهتماماً كبيراً، فيعدون العدة له قبل دخوله، ويحاولون تفريغ أنفسهم من الأشغال الدنيوية، للتفرغ للأعمال الأخروية، كي لا تكون أعمال الدنيا مثبطة لهم عن اكتساب الطاعات، واغتنام الفرصة في هذا الشهر الكريم.
  فعن علي #، قال: خطب رسول الله ÷ في آخر جمعةٍ من شهر شعبان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إنه قد أظلكم شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ وهو شهر رمضان، فرض الله ø صيامه، وجعل قيام