روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

27 - كيف نقضي شهر رمضان (مختصرة)

صفحة 243 - الجزء 1

  له، فمات فدخل النار، فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين، ثم قال: من أدرك إماماً عادلاً فلم يغفر له فلعنه الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ثم قال: من لحق والديه فلم يغفر له فلعنه الله، قل: آمين، فقلت: آمين».

  أيها المؤمنون: هناك أمور لا بد أن نتنبه لها في هذا الشهر العظيم، ونذكرها على وجه النصيحة والتبيين:

  الأول: لا بد أن نعلم أن الصيام مدرسة روحية، نستفيد منها ترويض النفس على الأخلاق الإسلامية، والشمائل القرآنية، فعلى الصائم أن يعلم أن صيامه ليس من الأكل والشرب فقط، فهذه نظرة قاصرة، وفهم خاطئ للصيام، فلا بد من حفظ البدن عموماً عما يكون مبطلاً للصيام، إما يكون مفطراً للصائم، أو محبطاً لثوابه وأجره الذي يعمل من أجل أن يحصل عليه، وقد نبه على هذا النبي المصطفى ÷ فيما روي عن أمير المؤمنين # أنه كان إذا جاء شهر رمضان خطب الناس فقال: «إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: إن هذا الشهر المبارك الذي افترض الله صيامه قد أتاكم، ولم يفترض قيامه قد أتاكم، ألا إن الصوم ليس من الطعام والشراب وحدهما، ولكن من اللغو والكذب والباطل».

  الثاني: على الصائم أن يتحرى وقت إفطاره، فلا يستعجل بالفطر قبل دخول الليل، فيبطل صيامه، ويمحق عبادته، فإن الصائم يمسك عن الطعام والشراب والشهوات نهاره كله، أكثر من اثني عشر ساعة، أما في أيام الصيف فيمسك أربع عشرة ساعة تقريباً، ثم يستعجل في إفطاره قبل دخول وقته فلا هو أفطر ولا هو صام.

  الثالث: على المؤذن أن يتحرى في دخول وقت الصلاة، لا سيما في وقت المغرب والفجر، فإنه إذا أذن قبل المغرب فقد أحل للناس الإفطار قبل وقته، وأجاز الصلاة في غير وقتها، وإذا أذن قبل الفجر فقد حرم على الناس ما يحل لهم من الأكل والشرب، وأحل لهم ما لا يجوز وهو الصلاة في غير وقتها، ولهذا قال الإمام زيد بن