السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان
  علي # (من أذن قبل الفجر فقد أحل ما حرم الله - أي صلاة الفجر في غير وقتها - وحرم ما أحل الله - وهو الأكل والشرب -)، ولا ينسى المؤذنون أن في البيوت من النساء والضعفة من إذا سمعوا الأذان سارعوا إلى الإفطار، أو إلى صلاة الفجر مبادرة للنوم، فاتقوا الله أيها المؤذن فإنك مؤتمن، كما قال النبي ÷ (المؤذن مؤتمن)، فلا تخن الأمانة التي استرعاك الله تعالى إياها، وإذا لم يكن عندك بصيرة بالأوقات فاتركها لمن يعرفها، أو تعلم من أهل المعرفة.
  الرابع: على الصائم أن يحرص كل الحرص على إدراك الصلوات في أوقاتها جماعة، فإن الفريضة في رمضان ثوابها يعدل ثواب سبعين فريضة في غير رمضان، فكيف إذا كانت جماعة في المسجد في وقتها، فإن الأجر يتضاعف، والثواب يتزايد ويتكاثر، فلو فرضنا تقديراً أن عدد من يصلي في المسجد جماعة هم عشرة أشخاص، فالجماعة تزيد على الفرادى بسبع وعشرين درجة، فنضرب ٢٧ في ١٠ يكون الناتج مائتين وسبعين درجة، ثم نضربها في ٧٠ يكون الناتج يساوي ١٨٩٠٠ ثمانية عشر ألف وتسعمائة درجة، وما زاد فالله يضاعف لمن يشاء.
  وإذا كنا في غير رمضان نقصر في الجماعات، ونعتاد الجمع بين الصلوات، فلنجعل رمضان موعداً للصلوات في أوقاتها في جماعة، ومما يجدر التنبيه عليه صلاة الجمعة، فلا يجوز التهاون بها، والتقصير فيها وتضييعها، والتعلل والتعذر بالنوم والتكاسل.
  الخامس: من فضل الله ورحمته بعبده الصائم أن جعل نومه كالعبادة، ونفَسَه كالتسبيح، ولكن من هو الصائم الذي نومه عبادة ونفسه تسبيح؟
  هل هو الصائم الذي يتعب نفسه ويجهدها في الطاعة، وينوع لها العبادة، فتارة يصلي، وتارة يقرأ القرآن، وتارة يذكر الله، وأخرى يدعو الله، فهو في بستان الطاعة متنقل، وفي رياضها منشغل، فينام للراحة واستعادة النشاط، فهذا هو الذي يكون