28 - خطبة أخرى حول استغلال شهر رمضان
  فلو فرضنا تقديراً أن عدد من يصلي في المسجد جماعة هم عشرة أشخاص، فالجماعة تزيد على الفرادى بسبع وعشرين درجة، فنضرب ٢٧ في ١٠ يكون الناتج مائتين وسبعين درجة، ثم نضربها في ٧٠ يكون الناتج يساوي ١٨٩٠٠ ثمانية عشر ألف وتسعمائة درجة، فيكون أجر صلاة فريضة واحدة في رمضان في جماعة عدد المصلين فيها (١٠) أشخاص يعدل صلوات (٣٧٨٠) ثلاثة آلاف وسبعمائة وثمانين يوماً، وهي تعدل إحدى عشر سنة ونصف سنة غير رمضان، وما زاد فالله يضاعف لمن يشاء، فانظر ما أوسع رحمة الله، وأعظم فضله.
  وهناك عملية حسابية أخرى: بأن نقول لو حافظ الإنسان على الصلوات الخمس كلها في جماعة طيلة شهر رمضان، وفرضنا أن عدد المصلين في الجماعة عشرة أشخاص مثلاً، فإننا نضرب خمس صلوات في ثلاثين يوماً يكون الناتج مائة وخمسين صلاة، نضربها في سبعين يكون الناتج (١٠٥٠٠) عشرة آلاف وخمسمائة درجة، ثم نضربها في (٢٧) سبعة وعشرين فضل الجماعة على الفرادى يكون الناتج (٢٨٣٥٠٠) مآئتي ألف وثلاثة وثمانين ألفاً وخمسمائة درجة، نضربها في عدد المصلين وهم (١٠) عشرة مثلاً، يكون الناتج (٢٨٣٥٠٠٠) مليونين وثمانمائة ألف وخمسة وثلاثين ألف درجة، لو نظرنا في كم سنة يحصل المسلم على هذا الثواب، فلو قسمنا هذا العدد الأخير على عدد أيام السنة غير رمضان وهو (٣٣٠) ثلاثمائة وثلاثون يوماً، يكون الناتج (٨٥٩٠) ثمانية آلاف وخمسمائة وتسعين سنة، فانظر أخي المسلم ما أوسع فضل الله وما أعظم كرمه، كيف يعطيك في خلال شهر واحد كأجر من حافظ على الصلوات مدة ثمانية آلاف وخمسمائة وتسعين صلاة، وما زاد فالله يضاعف لمن يشاء.
  فإذا كنا طوال السنة أو أكثرها نجمع الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وصار الجمع بين الصلاتين خلقاً وعادة، سواء كنا مشغلين أم فارغين، بعذر أم بغير