28 - خطبة أخرى حول استغلال شهر رمضان
  بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه»، فهذا الحديث قد نبه على أمور هامة من فوائد الصوم:
  منها: الحث على الصدقة والعطاء، والرحمة بالفقراء والمساكين:
  لأن الإنسان بجوعه وعطشه أثناء صومه يتذكر جوع وعطش الفقراء والمساكين، فيدفعه ذلك إلى البذل والعطاء، وفي هذا تقوية للعلاقات الأخوية، وربط للأواصر الإيمانية، التي تسبب في تماسك المجتمعات الإسلامية.
  وشهر رمضان شهر الجود والعطاء، وأفضل الجود والعطاء وأكرمه هو الجود على الفقراء والمحتاجين، لأنه جود وعطاء خالص من تبادل المصالح والرد بالمثل، لأنك لا تنتظر من الفقير والمحتاج أن يرد بالمثل أو يكافئك على صنيعك، وإنما تنتظر الأجب والثواب والعوض من الله تعالى، فالصدقة تمثل روح التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الإسلام، وهي سفينة النجاة للمسلم في بحار الدنيا المتلاطمة الأمواج، المختلفة الأعاصير.
  كما روي عن النبي ÷ أنه قال «أفضل الصدقة: صدقة رمضان».
  فقد كان النبي ÷ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، وكان ÷ أجود من الريح المرسلة، كما روي ذلك عن ابن عباس.
  وكان ÷ إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل، وكان لا يسأل شيئاً إلا أعطاه،
  فالصدقة تطفئ غضب الرب، وتقي مصارع السوء، وتدفع البلاء والمصائب، وتداوي المرضى، والصدقة برهان للعبد على إيمانه ويقينه بخلف ربه، ومحبته لخالقه حيث جاد بما يحبه في محبة ربه.