السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان
  القرآن فقد وَقَّرَ الله، ومن استخف بحق القرآن فقد استخف بحق الله، وحرمة القرآن عند الله كحرمة الوالد على ولده.
  وحملة القرآن يدعون في التوراة المخصوصين برحمة الله، الملبسين نور الله المعلمين كتاب الله، من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عاد الله، يدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، ويدفع الله عن تالي القرآن بلوى الدنيا والآخرة»، فحامل القرآن إما أن يحسن حمل تلك المسؤلية العظيمة المنوطة على عاتقه فيكون له ثواب لا يعلمه إلا الله، وإما أن يفرط ويقصر فيكون من الهالكين الخاسرين، أما إذا جعل القرآن ذريعة ووسيلة إلى نيل الدنيا، وأكل الأموال، فهي الداهية العظمى والمصيبة الكبرى، فقد روي التهديد الشديد، والوعيد الأكيد:
  فعن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه عن جده $ قال: قال رسول الله ÷: «والذي نفس محمدٍ بيده للزبانية من الملائكة أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى عبدة النيران والأوثان فيقولون: يا رب بدئ بنا سورع إلينا يا رب يا رب، قال: فيقول الرب تبارك وتعالى: ليس من يعلم كمن لا يعلم».
  وعن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله ÷: «القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار».
  وعن رسول الله ÷: «من قرأ القرآن كان حقاً على الله ø أن لا تطعمه النار، ما لم يقل فيه، ما لم يأكل فيه، ما لم يراء به، ما لم يدع إلى غيره».
  أيها المؤمنون: إن القرآن الكريم شفاء الصدور، والكاشف لما أبهم والتبس من الأمور، وهو فصل الخصام والخطاب، وأشرف قول وخطاب، وهو المرجع عن الإختلاف، والمخرج عند الفتن، كما روي عن الحارث بن حوط أحد أصحاب علي # أنه قال: دخلت المسجد، فإذا الناس قد وقعوا في الأحاديث فأتيت علياً