السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان
  وهو النور المستنير والشافع الدافع عصمة من تمسك به، ونجاة من تبعه، لايعوج فيقوم ولا يزيغ فيثبت، ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الترداد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرفٍ منه عشر حسناتٍ، أما إني لا أقول: ألفٌ ولامٌ، ولكن ألفٌ عشراً ولامٌ عشرًا».
  وعن أبي أمامة، قال: حثنا رسول الله ÷ على تعليم القرآن وحدثنا من فضله فقال: «تعلموا القرآن واتلوه فإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة أحوج ما كان إليه، فيأتيه في صورة حسنة فيقول: هل تعرفني؟ فيقول لعلك القرآن؟ فيقول: أنا القرآن، فيتقدم بين يدي ربه فيعطيه المُلك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع تاج السكينة على رأسه، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا أضعافاً مضاعفة، فيقولان: إن هذا لم تبلغ أعمالنا، فيقال لهما: بفضل ولدكما قرأ القرآن».
  ولابد أخي المؤمن من العمل والتطبيق للقرآن الكريم، والوقوف عند حدوده، والتأدب بآدابه، حتى تظهر على صفات قارئ القرآن، وتنعكس على سلوكياته وأخلاقه ومعاملاته وعباداته، فإن القرآن كما أنه حجة لك، فهو حجة عليك، فلا بد أن يكون حامل القرآن متميزاً بصفات الفضل والفضيلة، بعيداً كل البعد عن الرذيلة، بل لا بد أن يكون أحرص على الطاعات من غيره، كما روي عن علي #: قال رسول الله ÷: «إن أحق الناس بالصلاة الكثيرة في السر والعلانية حامل القرآن، وإن أحق الناس بالخشوع الكثير في السر والعلانية حامل القرآن، وإن أحق الناس بالصوم الكثير.
  وينبغي لحامل القرآن أن يعرف في ليله إذا الناس نيامٌ، وفي نهاره إذا الناس يتبطلون، وفي بكائه إذا الناس يضحكون، وفي حزنه إذا الناس يفرحون، وفي صمته إذا الناس يخلطون.
  يا حامل القرآن تواضعْ لله يرفَعْك الله، ولا تتعززْ فيذلَّك الله، وتَزَيَّنْ لله يُزَيِّنْكَ الله، ولا تَتَزَيَّنْ للناس فيمْقُتْكَ الله، اللهُ أفضل لك من كل شيءٍ هو دون الله، ومن وَقَّرَ