29 - في فضل القرآن وتلاوته
  وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي ÷، قال: «تعاهدوا القرآن فهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النَّعَم من عُقُلِها».
  وعن سعد بن عبادة، قال: قال رسول الله ÷: «ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم».
  أيها المؤمنون: إن قارئ القرآن لا بد أن يطبق ويعمل بالقرآن، ويحل حلاله، ويحرم حرامه، ويقف عند حدوده، يعمل الطاعة، ويجتنب المعصية، فهذا هو الذي نال الثواب وأمن العقاب.
  وأما من يقرأ القرآن ولكنه يترك العمل به: لا يعمل بأوامره، ولا يجتنب نواهيه، ولا يقف عند حدوده، فقد باء بالوبال والخسران.
  وقد بين النبي ~ وعلى آله جزاء من يعمل وعقوبة من يترك، كما قال ÷ «يأتي القرآن يوم القيامة وله لسانٌ طلقٌ ذلقٌ قائلاً مصدقاً، وشفيعاً مشفعاً، فيقول: يا رب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان لا يعمل فيّ بطاعتك، ولا يجتنب فيّ معصيتك، ولا يقيم فيّ حدودك، قال: فيقول: صدقت؛ فتكون ظلمةٌ بين عينيه وأخرى عن يمينه، وأخرى عن شماله، وأخرى من خلفه تبتزه هذه وتدفعه هذه حتى تذهب به إلى أسفل دركٍ في النار.
  قال: ويأتي فيقول: يارب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان يعمل فيّ بطاعتك، ويجتنب فيّ معصيتك، ويقيم فيّ حدودك، فيقول: صدقت، فيكون له نوراً يصدع ما بين السماء والأرض حتى يدخل الجنة، ثم يقال له: اقرأ وارق فلك بكل حرفٍ درجةٌ في الجنة حتى تساوي النبيين والشهداء هكذا وجمع بين المسبحة والوسطى».
  قال الحسن البصري | في كلام له في أقسام قراء القرآن:
  قرأ هذا القرآن ثلاثة رجال: