روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

30 - في العشر الأواخر واعتكافها وليلةالقدر

صفحة 270 - الجزء 1

  فيركز اللواء على ظهر الكعبة، وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر، فينشرهما في تلك الليلة، فيجاوزان المشرق والمغرب، ويبث جبريل # الملائكة في هذه الأمة، فيسلمون على كل قائم وقاعد، ومصل وذاكر، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر قال جبريل #: يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل، فيقولون: يا جبريل ما صنع الله في حوائج المؤمنين؟ فيقول: إن الله نظر إليهم في هذه الليلة وعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة: رجل مدمن خمر وعاق والديه وقاطع رحم ومشاحن» قيل: وما المشاحن يا رسول الله؟ قال: «المصارم».

  وعن علي # أن النبي ÷، قال: «إن فوق السماء السابعة حضيرةٌ يقال لها: حضيرة القدس فيها قومٌ يقال لهم: الروح، فإذا كانت ليلة القدر استأذنوا ربهم تبارك وتعالى في النزول إلى الدنيا فلا يمرون بأحدٍ يصلي أو يستقبلونه إلا أصابته منهم بركةٌ».

  وعن النبي ÷ أنه قال: «إذا كان ليلة القدر نزل جبريل صلى الله عليه في كوكبة من الملائكة $ يسلمون على كل قائم وقاعد يدعون الله إلا لمدمن على خمر أو قاطع رحم».

  وعن النبي ÷ أنه قال: «اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر، وهي ليلة ثلاث وعشرين، أو سبع وعشرين إن شاء اللَّه».

  فلا بد أن نفرغ أنفسنا لهذه الليلة المباركة، ولا نضيعها في الأسواق والشوارع، وأماكن اللهو والشهوات، فقد ورد عن النبي ÷ «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

  وعن جابرٍ، عن النبي ÷، قال: «أعطي أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن من قبلي: أما واحدةٌ فإذا كان أولى ليلةٍ من شهر رمضان نظر الله إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً، وأما الثانية: فإنهم يمسون وخلوف