روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان

صفحة 274 - الجزء 1

  وعن ابن عباس عن النبي ÷، أنه قال: «الندم توبة».

  وعن النبي ÷ «التوبة من الذنب الندم والإستغفار، فإن العبد إذا استغفر الله من ذنب غفر له».

  أيها المؤمنون: التوبة هي الرجعة، فرض الله التوبة على الخلق إذا ذهلوا عنه، واشتغلوا بالمعاصي، بأن يرجعوا إليه عما ذهلوا به عنه، لأن التائب هو الراجع.

  ولكن المشكلة التي نعاني منها في قضية التوبة هي التسويف، فإن الرجل منا يغتر بصحته، وشبابه وصغر عمره، ويحدث نفسه بأن الوقت للتوبة لا زال متسعاً، فنؤخر التوبة إلى أن نشيب ونكبر، ونسينا أن الموت يأتي فجأة، وأن المنية تهجم بغتة.

  فعن ابن عباس، عن النبي ÷، أنه قال: «النادم ينتظر الرحمة، والمعجب ينتظر المقت، وكل عامل سيقدم على ما قد سلف عند موته، فإنّ ملاكَ الأعمال خواتمَها، والليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغاً إلى الآخرة، وإياك والتسويف بالتوبة، وإياك والغرة بحلم الله عليك».

  وعن لقمان أنه قال لابنه: (يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة).

  وعن النبي ÷ أنه قال «من سوَّف التوبة لم يوفق إليها».

  فعلينا أن بادر بالتوبة، إذا لم نتب في رمضان فمتى سوف نتوب؟! إذا لم نتخلص في رمضان فمتى سنتخلص؟! إذا لم نرجع إلى الله في رمضان فمتى سنرجع؟!.

  من لم يوفق للتوبة في رمضان فقد حُرِم رحمة الله، وهو من الأشقياء، ودخل ضمن دعاء جبريل الأمين الذي أمّن عليه النبي ÷ في قوله «من أدرك رمضان ولم يغفر له فأبعده الله قل آمين» فقال النبي ÷ «آمين»، ومعنى أبعده الله: أي طرده عن جنته ورحمته ورضوانه.

  فما بالك بدعاء دعا به جبريل الأمين، وأمّن عليه محمد خاتم النبيين، أليس مستجاباً بدون أدنى شك ولا ريب.