روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان

صفحة 281 - الجزء 1

  أدرك رمضان ولم يغفر له فأبعده الله قل آمين» فقال النبي ÷ «آمين»، ومعنى أبعده الله: أي عن جنته ورحمته ورضوانه.

  فما بالك بدعاء دعا به جبريل الأمين، وأمّن عليه محمد خاتم النبيين، أليس مستجاباً بدون أدنى شك ولا ريب.

  فهيا بنا أيها الإخوة المؤمنون لنفتش عن أنفسنا، لنصلح فسادها، ونقوِّمُ اعوجاجها، فهذا موسم الخير يودعنا، وأيامه تتولّى عنا، وهو ينذر بالفراق، ويعلم الله من منا يدركه في عام مقبل.

  الثاني: القرآن الكريم:

  يقول الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}⁣[البقرة: ١٨٥]، وروي عن النبي ÷ «رمضان ربيع القرآن»، أي وقته وموسمه، فرمضان شهر القرآن، فيه أنزل، وفيه يتلى ويرتل، ويبين ويفسر ويفصل، وقد كان النبي ÷ يهتم بالقرآن اهتماماً كبيراً، ويعلمه أصحابه، ويعلمهم تفسيره، وكان يتدارس القرآن مع جبريل الأمين في كل سنة في شهر رمضان، يعرض عليه ما قد نزل عليه في كل عام، فلما كان العام الذي توفي فيه ÷ قرأ القرآن مع جبريل مرتين، وعرضه عليه مرتين.

  كما روي عن ابن عباس قال: (كان جبريل # يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي ÷ القرآن)، وفي رواية أخرى (فيدارسه القرآن)، وروي أن النبي ÷ أسر إلى ابنته فاطمة الزهراء & فقال لها: «إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي».

  وقد اقتدى الصحابة المخلصون، والأئمة المهتدون، والأولياء والصالحون برسول الله ÷، فجعلوا القرآن قوت أبدانهم، وراحة قلوبهم، وقووا به