السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان
  إيمانهم، وصححوا به يقينهم، فقاموا به آناء الليل، وتلوه أطراف النهار، وخشعت له جوارحهم، وسالت من الخوف والفزع مدامعهم.
  وكانوا يكثرون من تلاوته في رمضان، فكان بعضهم يختم المصحف في كل ثلاثة أيام، وبعضهم في كل خمسة أيام وبعضهم في كل سبعة أيام، بل بعض العباد الذين تخلوا للعبادة كان يقرأ في كل يوم ختمتين، ختمة في الليل وختمة في النهار، فكان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة، كما روي ذلك عن عابد اليمن إبراهيم بن أحمد الكينعي رحمة الله عليه، ولله القائل:
  فشمر ولُذْ بالله واقرأ كتابه ... ففيه الهدى حقاً وللخير جامع
  هو الذخر للملهوف والكنز والرجا ... ومنه بلا شك تنال المنافع
  به يهتدي من تاه في مسلك الهوى ... به يتسلى من دهته الفجائع
  غفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، إن أحسن الحديث وأبلغ المواعظ، وأنفع الذكر كتاب الله جل وعز، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو الفتاح العليم، ﷽ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٨٤ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٨٥}[البقرة]، أستغفر الله لي ولكم، ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.