الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم
  إننا وإن ابتُلينَا بهذَا التاريخِ النصرانِي، وارتبطت به الكثيرُ من المصالحِ، فعلى الأقلِّ لَا بدّ أن نلتزمَ بذكرِ تاريخنا في حياتنا اليومية، وأنْ نبدأَ به مراسلَاتِنا ومواعيدَنا، وأن نعلِّمَهُ أبناءَنا وبناتِنا، ونتذاكرَ به جميعاً.
  فَلَا بُدَّ أن يَلتزِمَ المسلمون بتاريخهم، فإنَّ كُلَّ أمةٍ تعتزُّ بتاريخها وتُحافظُ عليه، إلَّا أمةَ الإسلام، فقد تَهَاوَنَتْ في تَارِيخِهَا، وما ذَلكَ إِلَّا مظهرٌ من مظَاهِرِ تركِها لمبادِئها، وهو من نتَائِجِ الهزيمةِ النفسيةِ التي سيطرت على المسلمين أفراداً وجماعات، فنسيانُ هذا التاريخِ يعني ذوبانَ جُزءٍ من هَوِيَّةِ هذه الأمَّةِ، وطغيانَ الهويَّةِ الغربيَّةِ عليهَا.
  وَفَّقَنَا اللهُ وإياكُم لِمَا يرضِيهِ، وجَنَّبَنَا مَعَاصِيهِ، وجعلَنا ممن يستمعونَ القولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.