الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم
  أَوَّلُهَا: الوَثَنِيَّةُ الرُّومَانِيَّةُ، فَإِنَّ الأشهرَ الغربيةَ كيَنَايرَ وفِبرايرَ مَعناهَا تمجيدُ الآلهةِ الأسطوريةِ للرُّومَانِ، وهيَ تَمجِيدٌ لاثنَينِ مِن القادَةِ المحبُوبِينَ الرُّومَانِيينَ، فينايرُ مَأخوذٌ من (يَانُوسَ) الذي هُو إلهُ الشمسِ عندهم، ومارسُ اسمُ إلهِ الحربِ، ومَايُو اسمُ آلَهَةِ الخَصْبِ، ويونيو اسمُ آلَهَةِ القمر، أَمَّا يُولُيو فهو اسمٌ للقيصرِ كَاليوس يُولِيوس، وكذا أُغسْطُس اسم أحد القياصرة، والأَشْهُرُ التي تَحمِلُ أسماءَ الآلهةِ المزعومةِ والقادةِ المحبوبين جَعلُوا أيامَها تَكتَمِلُ إلى واحدٍ وثلاثين يومَاً من باب التفاؤلِ، والأخرى تحمل ثلاثين يوماً لأنهم يتشآءمون من الأعداد الزوجية، أَمَّا أغسطس فإنه الشهرُ الثامنُ وكان ثلاثين يوماً، ولكنهم جعلوه واحدًا وثلاثين يوماً لكي لا يشعرَ أغسطس أنهُ أقلُّ منزلةً من يوليوس.
  أما الدينُ الثاني الباطلُ: الذي ارتبط به التاريخُ الميلاديُّ فهو دينُ النصرانيةِ، فقد اعتمَدُوا التقويمَ الرومانيَّ بعد اجتماعٍ لِمُجَمَّعِ الكنيسةِ النصرانية أقرَّ فيه الاعتمادَ عليه، ثم رُبط بعد ذلك بميلادِ المسيحِ #، وذلك في القرن السادس أو الثامن من ميلاد المسيح، ومن هُنا نَعلمُ أَنَّ نسبةَ هذا التاريخِ إلى ميلادِ المسيحِ نسبةٌ غيرُ صحيحة، لأنها جَاءَتْ متأخرةً جِدَّاً عن مِيلَادِهِ، وقد حَصَلَتْ تَغييرَاتٌ أُخرى على هذا التاريخِ، فهو وَضعِيٌّ، ومبنيٌّ على غير أساسٍ، فَإِنَّ القياصِرَةَ والباباواتِ تُغَيِّرُ فيه على حسب ما ترى.
  وأما جانبُ الهوية: فالتاريخُ الهجريُّ تاريخٌ يرتبطُ بقضايا إسلاميةٍ خاصَّةٍ بالمسلمين، بِخِلَافِ غيرِه من التواريخِ.
  أَيُّهَا المؤمنونَ: التَّارِيخُ الهجريُّ هو تاريخُ المسلمينَ المعتمدُ الذي عَمِلَ بهِ المسلمون قَدِيمَاً وحَدِيثَاً، وهو من شَعَائِرِ أهلِ الإسلام، فالرغبةُ عنه إلى غيرهِ من تواريخِ الشَّرقِ أو الغربِ خطأٌ كبَيرٌ، وإهمالٌ فَادِحٌ.