33 - حول مواضيع متعددة هامة في شهر رمضان
  فهو يقوم بترسيخ عزيمة ثابتة، وإرادة صادقة لا يتطرق إليها الشك أنه لا بد أن يستقيم على دين الله تعالى، وهدي رسوله ÷ في كل شؤون العبادة والطاعة، حتى ولو تعارض مع هواه الشخصي، ورغبته الخاصة، فهو قد ريّض نفسه وأعدها وهيأها دون ضعف أو تخاذل، فمهما عرضت له المغريات، وراودته الشهوات، فلن يؤثرها على ما قد عزم عليه، بل يؤثر رضا الله على هواه، وطاعته على طاعة سواه.
  وهذا من الأمور التي نحتاج إليها في رمضان، بل في جميع حياتنا على حد سواء حتى نلقى الله.
  فمن هنا يحصل الفرق بين سموِّ الحياة الإنسانية، ودناءة وخسة الحياة البهيمية، فصاحب الحياة الإنسانية لديه إرادة راسخة، وعزيمة صادقة، ولو خالف هواه وشهوته، فلا تستذله الشهوات واللذات حين تدعوه إليها، بل يقف وقفةً حازمة، بكل عزة وشموخ رافضاً كل دعوة تتنافى مع دينه وأخلاقياته وسلوكه الإيماني.
  بينما صاحب الحياة البهيمية يميل ويذعن ويستجيب إلى كل الإغراءات والمراودات، لأن شغله الشاغل، وعمله الدؤوب المتواصل هو إشباع رغبته، والنزول عند شهوته، والحصول على لذته، ولو كانت مخالفة للقيم الدينية، والشيم الإنسانية، لأنه فقد العزيمة والإرادة التي ترده عن قبول السلوكيات الدنيئة الهابطة.
  أيها المؤمنون: لو قيل للواحد منا بأنه لن يدرك شهر رمضان في السنة الثانية، وأنه سيموت في خلال هذه السنة، كيف سيكون تصرفه؟ وكيف سيكون استعداده؟
  بلا شك سيداخله الخوف والفزع، ويختلجه الحزن والجزع، وسيبدأ بتغيير مجريات حياته إلى الأحسن، فسيقوم بالتوبة، ويبادر بالرجوع، وبتخليص من الحقوق، ويهتم بالعبادات، ويطيل الصلوات، ويكثر تلاوة الآيات.