روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان

صفحة 292 - الجزء 1

  هو الصائم الذي يتعب نفسه ويجهدها في الطاعة، وينوع لها العبادة، فتارة يصلي، وتارة يقرأ القرآن، وتارة يذكر الله، وأخرى يدعو الله، فهو في بستان الطاعة متنقل، وفي رياضها منشغل، فينام للراحة واستعادة النشاط، فهذا هو الذي يكون نومه عبادة، أما من يقطع ليله على القنوات والتلفزيونات، وفي الأسواق ومجالس اللهو واللذات، ثم يتعلل بأن نومه عبادة، فقد منى نفسه بالأماني الكاذبة.

  أيها الصائم: أليس من الهدر أن نضيع شهراً كاملاً، كشهر رمضان المبارك الكريم في سهر يلهينا، ونوم يسهينا؟ فالجواب يكون على قدر الإهتمام بالطاعة، والرغبة في العبادة.

  وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وجعلنا في هذا الشهر الكريم من عتقائه وطلقائه ونقذائه من النار، وغفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، إن أحسن الحديث وأبلغ المواعظ، وأنفع الذكر كتاب الله جل وعز، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو الفتاح العليم، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.