روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

3 - حول شخصية الإمام الحسين #

صفحة 32 - الجزء 1

  الإمام الحسين # لا يحتاج إلى زيادة توضيح ولا بيان، فجده محمد المصطفى ÷، وجدته خديجة الكبرى، وأبوه علي المرتضى، وأمه فاطمة الزهراء، وأخوه الحسن المجتبى، فهل بعد هذا من إيضاح أو بيان.

  ولد #: في الخامس من شهر شعبان سنة خمس من الهجرة النبوية، ولما ولد جيء به إلى جده المصطفى ÷ ففرح به واستبشر، وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، وسماه حسيناً، فلما كان يوم السابع عَقّ عنه بكبش، وأمر أُمَّه أن تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره فضة، كما فعل بأخيه الحسن، وكان رسول الله ÷ يحبه ويحمله على كتفيه، ويقبل فمه وثناياه.

  وتوفي رسول الله ÷، وتوفيت أمه الزهراء وهو في السنة السادسة من عمره.

  وكان يشبه رسول الله ÷ من سرته إلى قدميه، وكان أبيض اللون، وروي أنه كان إذا قعد في موضع في ظلمة يهتدى إليه، لبياض جبينه ونحره، شهد مع أبيه الوصي معركة الجمل وصفين والنهروان.

  وللحسنين @ فضائل جمة، ومناقب كثيرة ومعلومة، وقد رواها الموالف والمخالف، ولا يختلف ولا ينازع في فضل الحسنين @ أحد من المسلمين، فهما ابنا رسول الله ÷ وسبطاه وريحانتاه وعصبته ولحمته وأهل بيته.

  فقد قال فيهما الحبيب المصطفى ÷ «الحسن والحسين ابناي، فمن أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم»، وقال ÷ مبيناً مكانتهما: «أتاني جبريل فبشرني أن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما