روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم

صفحة 33 - الجزء 1

  خير منهما»، وقال ÷ أيضاً: «كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما»، وقال ÷ موضحاً وجوب اتباعهما: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما»، وقال ÷ مبيناً منزلتهما منه ومكانتهما عنده: «الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا»، وقال ÷ «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط» وغيرها كثير، فإن من يعلم بهذه الفضائل يتحتم عليه المحبة والإتباع لهم، والتسليم والطاعة لأمرهم، ولكن كأنَّ الأمرَ بالعكس فقد جعلت الأمةُ في مقابل هذه الفضائل والمناقب والمزايا القتلَ والظلمَ لأهل البيت.

  ولقد أعلم الله نبيه ÷ بما سيقع على الإمام الحسين #، وهو لا يزال في بطن أمه، وبعد ولادته، زيادة في الإبتلاء لرسول الله ÷ وأهل بيته، ولكي يُحذِّر الأمة من الإقدام على هذا العمل الإجرامي الخطير:

  فقال ÷: «إن قاتل الحسين في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل النار، وتشد يداه ورجلاه بسلاسل من نار، فينكس في النار حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم، كلما نضجت جلودهم بدل الله الجلود ليذوقوا العذاب الأليم، لا يفتر عنهم ساعة، ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب الله ø».

  وعن أم سلمة قالت: رأيت رسول الله ÷ وهو يمسح رأس الحسين ويبكي فقلت: ما بكاؤك؟ فقال: «إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل بأرض يقال لها كربلاء»، قالت: ثم ناولني كفاً من تراب أحمر، وقال: «إن هذا من