روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان

صفحة 303 - الجزء 1

  فلما التحم الجيشان نزل النبي ÷ من العريش ليقود الصفوف بنفسه لتقترب من المشركين الذين بدأت صفوفهم تتبعثر وقد فقدوا قاداتهم وشجعانهم.

  ثم أمر النبي ÷ المسلمين بأن يشدوا على المشركين، فطاردوا فُلول المشركين، والتحم القتال بين الفريقين التحاماً شديداً.

  فلما علم الله ثبات المسلمين وعزيمتهم أَيَّدهم بالملائكة المردفين المسومين، لتثبيت المسلمين.

  فانتهت المعركة بانتصار المسلمين على المشركين، وأخذوا في جمع الغنائم والأسرى.

  وقد كان لغزوة بدر دور كبير في نفوس المسلمين وتقويتهم، وشد أزرهم، فكانت نتائجُها عظيمة حيث فقد حصل الإنتصار العظيم للمسلمين على المشركين، واستُشهدَ (١٤) أربعة عشر رجلاً من المسلمين.

  وقتل (٧٠) سبعون رجلاً من المشركين، وأسر (٧٠) سبعون آخرون، وقُتل من الأسرى رجلان، وأُطلق سراح الباقين، أطلقَ الأغنياءُ بالمفاداة بالمال، والمتعلمون بتعليم أطفال المسلمين القرآءة والكتابة، والفقراء بلا شيء.

  وقد أدخلت هذه الغزوة الرعب الكبير في قلوب المشركين وعلموا أن الإسلام أصبح ذا قوة ومنعة.

  وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وجعلنا في هذا الشهر الكريم من عتقائه وطلقائه ونقذائه من النار، وغفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.