روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

34 - حول غزوة بدر الكبرى وفتح مكة

صفحة 305 - الجزء 1

  والهدف من الغزوة: هو فتح مكة، والقضاء على قريش وحلفائها، بسبب نقضهم لصلح الحديبية، حين أيدوا حلفائهم من بني بكر في هجومهم على خزاعة حلفاء النبي ÷ ليلاً فقتل بنو بكر عدداً من بني خزاعة، فاستغاثت خزاعةُ بالنبي ÷ وطلبت النصرة منه، فقال النبي ~ وآله: «لا نصرت إن لم أنصركم».

  فأرسل النبي ÷ رُسُلَهُ وبعوثَهُ إلى القبائل بأن يجتمعوا في المدينة في رمضان، فاجتمعت القبائل من جهينة ومزينة وغفار وأسلم وأشجع، وبعث إلى بني سليم فلقيته بوادي قديد.

  ثم خرج النبي ÷ بمن معه من أصحابه وأهل القبائل المجاورة للمدينة، وأخفى على الناس وجهته ونيته، حتى يعمى الخبرُ على قريش، وقال ÷: «اللهم أَعْمِ على قريش الأخبار والعيون»، فلم يدر الناس أين وِجهتهم، وبقي الأمر خافياً على قريش حتى وصل النبي ÷ بجيشه إلى مر الظهران (وهو واد على بُعد ٢٢ كم اثنين وعشرين كيلو متر شمال مكة) فعسكر هناك، وأمر بإشعال النيران حتى تراها قريش، كي تُرعبَ وتجزعَ وتستسلمَ، فأُشعلت نيران كثيرة.

  فلما رأت قريش النيران أرسلت من يترصد لها الخبر، فخرج أبو سفيان في رجلين معه، فلما رأى كثرة الجيش وقوته الكبيرة، ذَهُلَ وخاف، ورجع إلى قريش بعد أن رأى القبائل وهي تمر في راياتها، مدججة بسلاحها، فحذرهم من المقاومة، وأخبرهم أنه لا طاقة لهم بمحمد ÷ ومن معه، وأبلغهم مقالة النبي ÷ له: «من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن».