روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان

صفحة 306 - الجزء 1

  ثم قسم النبي ÷ الجيشَ الإسلامي إلى أربعة أقسام ليدخلوا إلى مكة، ونهاهم عن القتال إلا من اضطر إليه، وكانت هذه الأقسام كالتالي:

  الأول: كتيبة النبي ÷، وتسمى الخضراء، وكان اللواءُ بيد أمير المؤمنين علي #، وفي تلك الكتيبة المهاجرون، فدخلوا مكة من الشمال الغربي من جهة المدينة، وتسمى اليوم كِداء.

  الثاني: كتيبة الميسرة بقيادة الزبير دخلت مكة من الشمال، من جهة مِنى.

  الثالث: كتيبة الميمنة بقيادة خالد بن الوليد دخلت من الجنوب من جهة كُدَيّ.

  الرابع: كتيبة الأنصار بقيادة قيس بن سعد بن عبادة دخلت من الغرب جهة الحجون وجدة.

  فلما دخل النبي ÷ من باب مكة دخل متواضعاً مطأطئاً رأسه حتى كادت لحيته الطاهرة أن تمس سرج البغلة التي ركبها، ولم يركب فرساً ولا بعيراً، بل ركب بغلة إظهاراً للتواضع لله تعالى، ثم دخل المسلمون من كل جهة، وضجت أرجاء مكة وربوعُها بالتكبير، ولم يكن هناك قتال يذكر إلا بعض المقاومة التي واجهها خالد في دخوله، وبذلك تم فتح مكة عنوة.

  وكانت نتائج تلك الغزوة: أن الله تعالى فتح مكةَ على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى المسلمين، وتمّ القضاء على جبروت قريش وكفرها نهائياً.

  وقد عفا رسول الله ÷ عن أهل مكة، إلا رجالاً ونساء سماهم بأسمائهم، ومن ثم أسلم أهل مكة، وانتشر الإسلام فيمن جاورهم.

  ثم حطم النبي ÷ الأصنام وأزال كل مظاهر الشرك، وأخذ مفتاح الكعبة من عثمان بن أبي طلحة، ودخلها وطمس آثار الشرك منها، ثم رده إليهم.

  وقد استشهد اثنان من المسلمين، وقُتل ١٣ من المشركين، وجرح بعض آخرون.