السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان
  لقد أخبرنا نبينا ÷ بأن المعركة مستمرة مع اليهود، فقال ÷ «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الغرقد فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
  فما علينا إلا أن نهيء أنفسنا، ونعد العدة للقاء عدونا، ونترك إثارة الخلافات والنزعات التي غرسها اليهود فيما بيننا، ونتوجه مجتمعين معتصمين واثقين بالله ربنا، متقيدين بتعاليم ديننا، مطبقين لقرآننا، متأسين بنبينا، ومقتدين ومنقادين لأهل بيت نبينا ÷.
  إن من يكنّ العداوات للمساجد، لن يكون هو من يقوم بتحرير المسجد الأقصى.
  إن من يهجر المساجد لن يكون هو من يقوم بتحرير الأقصى.
  إن من لا يعظم بيوت الله ولا يعمرها بطاعة الله، لن يكون هو من يحرر الأقصى.
  إن من لا يطبق تعاليم الإسلام لن يكون هو من يحرر الأقصى.
  إن من يظلم الناس ويأخذ أموالهم، ويأخذهم على الظن والظنة والتهم والتهمة لن يكون هو من يحرر المسجد الأقصى.
  إن من يتظاهر بالتباكي على الأقصى ليحصل على مطالبه السياسية، ومقاصده الدنيوية، وسيطرته على الناس ويجعل القدس ذريعة إلى جمع الناس إليه، لن يكون هو من يحرر الأقصى.
  لن يحرر الأقصى إلا رجال قال الله تعالى فيهم {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٤١}[الحج]، وقال فيهم: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ٣٧ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٨}[النور]، وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وجعلني من عباده المتقين، إنه على كل شيء قدير.