الثامن: الخطب المتعلقة بشهر شوال
  داعيه مذعنين، حتى إن منهم لمن يخرج وهو لا يقدر أن يمشي إلا وهو محمول على رقاب الرجال، أو ماش يتهادى بين رجلين، أو ماش يتوكأ على سيفه من كثرة الجراح التي نالتهم، وأصيبوا بها، فلما تتاموا وكان عددهم ٦٣٠ مقاتلاً أصدر النبي الكريم ÷ أمراً بالمبادرة إلى الخروج لمطاردة المشركين، وهم لا يزالون مثخنين بالقتل والجراح، ودماء القتلى والجرحى لم تجف بعد، فخرج النبي في أصحابه لمطاردة المشركين إلى حمراء الأسد المنطقة التي تبعد عن المدينة ٢٠ كم تقريباً، وخرج معه جميع من خرج في أحد سوى القتلى، فلما علمت قريش بخروج المسلمين نحوهم آثروا الفرار خوفاً من المسلمين، وبقي المسلمون في حمراء الأسد ثلاثة أيام يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء، ثم عاد إلى المدينة.
  جعلني الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}[الإخلاص]، بارك الله لي ولكم في القرآن ونفعني وإياكم بما فيه من الذكر والبيان، إنه ولي الجود والإحسان، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.