الثامن: الخطب المتعلقة بشهر شوال
  ثم لما عاودت قريش الكرة بعد الفرة انهالوا على المسلمين ضرباً وطعناً وقتلاً، فاضطربت صفوف المسلمين، وقتل كثير منهم، حتى أن بعضهم ليضرب بعضاً من شدة الدهش وهو لا يدري.
  حاولت قريش قتل النبي ÷ فلم يستطيعوا، ولكن رسول الله ÷ سقط في حفرة من الحفر التي كان المشركون قد أعدوها ليسقط فيها المسلمون، فجرح وجهه، وكسرت رباعيته، وتخمشت ركبتاه، وسال الدم عن وجهه، وصاح صائح الشيطان بأن محمداً قد قتل، فانحاز النبي في جماعة من المسلمين إلى الشعب فصار فئة للمسلمين حتى تلاحقوا به.
  خافت قريش أن يكون للمسلمين كمين آخر يفاجئهم من جهة المدينة أو أي جهة أخرى وفيهم جراحات وقد تعبوا من الحرب، فرأت إيقاف القتال والإكتفاء بما قد أصابت والعودة إلى مكة، بعد أن علمت قريش استحالة القضاء على الإسلام فتحولت على جثث القتلى تمثل بهم، ثم انطلقوا إلى مكة راجعين.
  وقد استشهد من المسلمين في تلك الغزوة (٧١) شهيداً فيهم حمزة بن عبد المطلب، سيد الشهداء، عم رسول الله ÷.
  وقد قُتِلَ من المشركين ٢٢ اثنان وعشرون مشركاً.
  بعد المعاناة الشديدة نجح النبي ÷ وأصحابه في الدفاع عن المدينة رغم الموقف الصعيب، والمواجهة الحرجة، وفشلت قريش في قتل النبي ÷ أو القضاء على قوة المسلمين أو إحداث خسائر كبيرة فيهم.
  ثم حصل الإبتلاء الشديد في اليوم الثاني من غزوة أحد وهو يوم الأحد ١٦ من شوال، حيث أمر النبي ÷ مناديه أن ينادي (من شهد معنا يوم أحد فليخرج إلينا، ولا يخرج إلا رجل شهد الوقعة) لا مكان للمنافقين، فامتثل المؤمنون لأمر النبي ÷، وبادروا ممتثلين، وتسابقوا مجيبين، ولبوا