روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة

صفحة 346 - الجزء 1

  الخامس: هناك الكثير من الرجال والنساء الذين يتمنون أن يحجوا بأنفسهم، أو يحججوا عن أنفسهم، ولكن لا تزال أموالهم ومواريثهم وحقوقهم بأيدي غيرهم ممن بسط عليها، ولم يعط كل ذي حق حقه منها، فكم من صاحب حق سواء كان رجلاً أو امرأة يموت وهو يتمنى أن يحج، ولكن لا يزال حقه عند إخوته، أو بعضهم.

  مع أن البعض من أهل الحقوق لا سيما النساء لو قام أخوها بتحجيجها بنفسها، أو بالحج عنها لأسقطت كثيراً مما تستحقه مقابل ذلك الحج.

  فلنتق الله في المواريث وأهلها، والحقوق وأصحابها، والوصايا وأربابها، ولنبادر التوبة قبل حلول الحوبة، وهجوم المنية، ونزول البلية، ما دمنا في دار الخيار.

  ولا تثق أيها المُحَمَّلُ بالحقوق بأحد، ولا تعتمد على قريب ولا بعيد أنه سيقوم بتخليصك بعد موتك، حتى ولو كان ولدك، فإن من لم يرحم نفسه، لن يرحمه غيره، ومن لم ينفع نفسه، لن ينفعه غيره، فبادر أخي المؤمن سريعاً بالتخلص، ولا تدخل نفسك في الإثم والوزر لأجل أولادك أن تخلف لهم مالاً وفي الواقع هو ليس لك، فأنت إنما تخلف لهم سحتاً، لا يجوز لهم أخذه وهم يعلمون أن غيرهم أحق به.

  أيها المؤمنون: الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، وقبول النصيحة خير من الوقوع في الفضيحة، والحسنة خير من السيئة، وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، إنه على كل شيء قدير.