الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم
  فضحك الحسين ورمى بِصُرَّةٍ إليه فيها ألف دينار، وأعطاه خاتمه وفيه فصّ قيمته مائتا درهم وقال له: يا أعرابي أعط الذهب لغرمائك، واصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ الأعرابي ذلك منه ومضى وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
  قال # في خطبة له: أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوه، واكسبوا الحمد بالنجاح ولا تكسبوا بالمطل ذماً، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته، فإنه أجزل عطاء وأعظم أجراً، واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقماً، واعلموا أن المعروف مُكسبٌ حمداً ومعقِبٌ أجراً، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجاً مشوهاً تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار.
  أيها الناس: من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه، وإن أعفى الناس من عفا عن قدرة، وإن أوصل الناس من وصل من قطعه، والأصول على مغارسها بفروعها تسمو، فمن تعجل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً، ومن أراد الله تعالى بالصنيعة إلى أخيه كافاه بها في وقت حاجته وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين.
  وقال #: إن الحلم زينة، والوفاء مروءة، والصلة نعمة، والإستكبار صلف، والعجلة سفه، والسفه ضعف، والغلو ورطة، ومجالسة أهل الدناءة شر، ومجالسة أهل الفسق ريبة.
  ومن كلامه #: شر خصال الملوك: الجبن عن الأعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عن الإعطاء.
  وفقنا الله وإياكم لرضاه، وأعاننا على تقواه، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.