التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة
  الشريعة الإسلامية من خلال مبدأ أداء الأمانة، والقيام والإلتزام بقوانين الإرث، والتطبيق لقوانين الديات والقصاص، وأوضح فيها أيضاً أنه الختام للنبوات، وبه أغلقت أبوابها، وأن أمته ختام الأمم، وأنه يشهد على الأمة في الآخرة، وأن الأمة ستوافيه على الحوض ليتحقق أمر الشهادة عليها، وحذر ~ وآله من محقرات الأعمال التي تجر إلى النار والوبال، ومن الكذب عليه، وأوجب التحقق فيما ينقل عنه، إلى غير ذلك.
  فالحج أيها المؤمنون: عبادة تربوية أخلاقية، ذاتُ آداب وإرشادات تقوي العلاقات الإجتماعية الإسلامية عموماً، فلو تحقق هذا في أرض الواقع لهابهم عدوهم، وخضع لهم.
  ومن فوائد الحج التي تعود على الإنسان ذاتياً: أنه إذا قام به خير قيام، وأداه على حسب شروطه وموصفاته كان جزاؤه عظيماً، كما قال النبي ÷ «من حج ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، وفي خبر آخر: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، ويعود نفعه عليه حتى في الدنيا «من أراد الدنيا والآخرة فليؤم هذا البيت»، «عليكم بالحج والعمرة تابعوا بينهما، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما تنفي النار خبث الحديد».
  فالمسلمون في هذه الأيام يتوافدون من كل فج عميق، مجيبين دعوة الله، وأذان خليله إبراهيم، متوجهين إلى أشرف البقاع وأطهرها، ليبوحوا بمكنونات الضمائر، ويكشفوا من مخبآت السرائر، عند من هو عالم بكل باطن وظاهر، وقد جبل الله قلوب العباد على محبة الوفادة إلى بيته العتيق، فهم يتزاحمون على الأعتاب، ويسكبون العبرات على الأبواب، ويلتصقون بالأستار والأثواب، ويمدون أيديهم ويحركون ألسنتهم إلى الملك الوهاب، ولله أمير المؤمنين ملك الفصاحة والبلاغة، ومالك أزمة الخطابة والبراعة، حيث يقول في ذكره للحج: