التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة
  فيهن العملَ من أيام العشر، قيل: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله: قال: ولا الجهاد في سبيل الله؛ إلاَّ رجلٌ خرج بنفسه وماله فلا يرجع من ذلك بشيء».
  وعن جابر بن عبد الله الأنصاري ¥ أن رسول الله ÷ قال «أفضل أيام الدنيا أيام العشر - يعني عشر ذي الحجة -»، قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال «ولا مثلهن في سبيل الله، إلا من عفّر وجهه في التُراب».
  وروي عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي @، قال: سمعت أبي علي بن الحسين @، يقول: سمعت أبي الحسين بن علي @، عن علي بن أبي طالب #، أن النبي ÷، قال: «إذا كان يوم القيامة حشر الله الأيام على هيئة الجسم فجعل رأسَ الأيام يومَ الجمعة، ويدَها اليمنى أيامَ عرفات، ويدَها اليسرى أيامَ الترويات، وجعل أجنحتَها أيامَ الأعياد والأضاحي، وجعل قلبَها شهرَ رمضان وجعل أرجلَها أيامَ العشر»، فهذه الأيام الفاضلة هدية من الله تعالى لعباده، وسوق من أسواق المرابحة والمتاجرة مع الله تعالى، فلا ينبغي أن نضيعها ونهمل العمل فيها، بل ينبغي الحرص التزود فيها من أعمال الخير، فمما ينبغي الحرص عليه فيها والمداومة ما يلي:
  الأول: صيام أيام العشر وقيام ليلها:
  فقد روي عن النبي ÷ أنه كان لا يدع صيام يوم عاشوراء والعشر من ذي الحجة وثلاثة أيام من كل شهر.
  وروي عن بعض أزواج النبي ÷ قالت: كان رسول الله ÷ لا يدعُ صيامَ تسعِ ذي الحجةِ ويومِ عاشوراءَ وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر.
  وروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي ÷ أنه قال «من صام أيامَ العشرِ كُتبَ له بكل يومٍ صيامَ سنةٍ غيرِ عرفةَ، فإنه مَنْ صامَ يوم عرفةَ كُتب له صيامُ سنتين».