التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة
  وروي عن النبي ÷ في صيام أيام العشر وقيام ليلها أنه قال: «يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر).
  وروي عن أنس بن مالك أنه قال: كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم - يعني في الفضل.
  وقال بعض السلف: بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله؛ يُصام نهارُها، ويُحرَسُ ليلُها، إلا أن يُختَص امرؤٌ بالشهادة.
  وقال بعض الصالحين: من صام هذه الأيام أكرمه الله بعشرة أشياء: البركة في عمره، والزيادة في ماله، والحفظ في عياله، والتكفير لسيئاته، والتضعيف لحسناته، والتسهيل لسكرات موته، والضياء لظلمات قبره، والتثقيل لميزانه، والنجاة من دركاته، والصعود على درجاته.
  وكان السلف الصالح يعتادون قيام هذه الليالي الفاضلة، فقد كان سعيد بن جبير | إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، ورُوي عنه أنه قال: لا تطفؤوا سُرُجَكُم ليالي العشر، كان تعجبه العبادة.
  الثاني مما يستحب ويندب: ذكر الله تعالى: وهو يشمل كل ذكر من قرآة قرآن وتسبيح وتحميد وتمجيد وتكبير وتوحيد وغيرها، فعن ابن عباس ®، قال: قال رسول الله ÷: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحبُّ إليه العملَ فيهن، من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل»، فينبغي أن لا تخرج هذه العشر إلا وقد ختمتَ القرآن الكريم مرة على الأقل.
  الثالث: مما يضاعف أجرُه وثوابُه في هذا الأيام: الصدقة وبذل المال في سبيل الله وطاعته: والمراد بذلك الصدقة على الضعفاء والمساكين والمحتاجين، أو إنفاق المال في الحج والعمرة، أو في شراء الأضاحي وغير ذلك من القرب المقربة إلى الله تعالى، وما أكثر حاجات الناس في العشر من النفقة والإستعداد للعيد، وطلب الأضحية ونحوها.