روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة

صفحة 366 - الجزء 1

  الله قد أذن لكم أن تعضلوهن، وتهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عَوَانٌ، لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد، فَأوصِيكُم بِمَن مَلَكتْ أَيْمَانِكُم، فَأطعِمُوهُمْ مِمَّا تَأكُلُون، وَأَلبِسُوهُم مِمَّا تَلبِسُون.

  أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة، إِنَّ المُسلمَ أخو المُسلم، لا يَغُشُّهُ ولا يَخُونُه ولا يَغْتَابُه، ولا يَحُلُّ لَهُ دَمُهُ، ولا شَيءٌ من مَالِهِ إِلاَّ بِطِيبِ نَفسِه، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد، فلا تَرْجِعُنَّ بعدى كافراً يضربُ بعضُكم رقابَ بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

  أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

  أيها الناس: إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، مَن ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبلُ منه صرفٌ ولا عدلٌ.

  ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، قالوا: نعم، فقال ÷: «إنكم مسؤولون، فليبلغ الشاهدُ الغائبَ».

  فهذه كلمات جامعة موجزة تحكي المبادئ الكبرى لهذا الدين، وتُثَبِّتُ في نفوس المسلمين أصول وقواعد الشريعة، ونبَّه فيها بالقضايا الكبرى على الجزئيات الصغرى.

  وفقنا الله لطاعته، وعصمنا من معصيته، وهدانا إلى طريق رضوانه وجنته، {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى